رغم غلائه.. كيف يلائم استزراع السلمون خطط الأمن الغذائي الإماراتي؟

الأحد 5 فبراير 2023 06:29 م

سلّط مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي الضوء على كيفية ملائمة استزراع السلمون في الإمارات لخطط الأمن الغذائي في الدولة الخليجية، رغم تكلفته العالية.

وأوضح المركز في تقرير نشره على موقعه، وترجمه "الخليج الجديد"، أن السلمون يزدهر عندما تكون درجة حرارة المياه بين 7.78 و13.89 درجة مئوية، ولهذا تقع معظم مزارع السلمون على شواطئ الأماكن الباردة مثل النرويج.

في المقابل، لا تتجاوز درجات الحرارة بشكل منتظم 37.78 درجة في الصيف فحسب، بل تعد الإمارات من بين أكثر الدول التي تعاني من ندرة المياه في العالم.

بينما تسعى الحكومة جاهدة للحد من استهلاك المياه، فإن الاستزراع المائي هو  جزء كبير من جهودها لتعزيز الأمن الغذائي داخل البلاد. 

وعندما أطلقت الإمارات استراتيجيتها للأمن الغذائي في عام 2018، حددت الأسماك كواحدة من 18 مادة غذائية استراتيجية.

ويبلغ استهلاك الفرد السنوي من الأسماك في الإمارات حوالي 66 رطلا (29.9 كجم) - وهو أعلى معدل في دول مجلس التعاون الخليجي. 

في خضم النمو الاقتصادي السريع، تتعرض مصايد الأسماك المحلية في الإمارات للصيد الجائر، ومع ذلك، فإن الأسماك المحلية لا تشكل سوى 8% من استهلاك الإمارات.

بينما تمتد مشاريع الاستزراع المائي في الإمارات إلى ما هو أبعد من السلمون، يعتبر هذا النوع ثاني أكثر الأسماك استهلاكًا في البلاد، حيث يتم نقلها جميعًا من المناخات الباردة.

يبدأ سمك السلمون المستزرع بالحياة في خزانات المياه العذبة الخاضعة للرقابة ويتم نقله إلى مياه البحر عندما ينمو بشكل أكبر، مما يحاكي دورات حياة السلمون في البرية.

وتعتمد الإمارات على تقنية الاستزراع السمكي بإعادة التدوير، وهي طريقة جديدة لتربية الأسماك بكثافة عالية في تنكات متواجدة داخل مكان مغلق تحت ظروف بيئية محكمة، هذه التنكات تخضع للرقابة المستمرة، حيث يتم معالجة مياه المحيطات وإعادة استخدامها مرة أخرى.  

وذكر المركز أن أول إنتاج من سمك السالمون المستزرع في الإمارات وجد بأرفف البقالة في الدولة الخليجية في عام 2019.

في عام 2021، استثمرت أكبر شركة استثمارية في أبوظبي أكثر من 350 مليون دولار في صندوق مخصص لإنتاج الأسماك بالتقنية المذكورة، وأبرمت صفقة مع أحد أكبر منتجي السلمون عبر تلك التقنية في العالم لنقل مقرها الرئيسي إلى أبوظبي لتطوير المزيد من إنتاج السلمون الداخلي في الإمارات.

لكن لا تزال هناك عقبات يجب التغلب عليها؛ فعلى الرغم من أن التقنية تعيد استخدام ما يصل إلى 99% من المياه التي تدخل النظام، إلا أنها في الوقت ذاته عملية كثيفة الموارد وتتطلب فلاتر باهظة الثمن وموظفين ذوي خبرة والكثير من الطاقة للحفاظ على تداول المياه وتبريدها - في حالة الإمارات (ذات الأجواء الحارة).

في حين أن تربية السلمون بهذه الطريقة تتطلب طاقة أكثر مما هو مطلوب لتربيته في الأقفاص البحرية التقليدية أو إنتاج أسماك أخرى بنفس التقنية مثل البلطي، فإنها توفر الوقود المستخدم في الطيران لنقل السلمون من المناخات الشمالية.

يُباع السلمون المستزرع محليًا بحوالي 23 دولارًا للرطل (أقل من سمك السلمون البري المستورد)، ولكن أعلى بنحو 30% من السلمون المستزرع المستورد، والميزة هي أنه من المحتمل أن يستغرق المستزرع محليا مجرد ساعات لكي يتم نقله من مزرعة إلى طبق المستهلك.

المصدر | مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الإمارات استزراع السلمون خطط الأمن الغذائي

برنامج الأغذية العالمي: الشرق الأوسط يواجه أزمة أمن غذائي متفاقمة خلال رمضان